يلجأ البعض إلى علاج إدمان الترامادول عندما تسوء حالة المريض بشكل كبير، ويبدأ في الاعتماد الكامل على الترامادول حتى يتمكن من ممارسة نشاطاته اليومية ومن هنا تبدأ عملية إدمانه.
تعريف الترامادول وما الغرض من صنعه وما هي أعراض إدمانه؟
بدأت إحدى الشركات الألمانية في صناعة الترامادول بهدف علاج الآلام الحادة أو المزمنة ؛ وذلك بسبب أنه اثبت مدى فاعليته في فترة بسيطة، لأنه يعمل على التقليل من إشارات الألم الناتجة من المخ.
ولكن نظرًا للإحصائيات فإن الاعتماد عليه يجعل الكثيرين يبحثون عن طرق علاج إدمان الترامادول ؛ بالإضافة إلى أن الترامادول ينتمي لمجموعة من العقارات التي ترتبط بالمورفين ومشتاقاته.
ولكنه أقل فاعلية مقارنةً بالمورفين والتي يُصنف ضمن أقوى المسكنات المستخدمة في الوقت الحالي.
أعراض الإدمان على الترامادول:
لمعرفة ما إذا كان الفرد يحتاج إلى علاج إدمان الترامادول أم لا، لابد من معرفة أبرز الأعراض الناتجة عن إدمانه، وتتمثل في:
- الشعور بالغثيان المستمر.
- بالإضافة إلى اضطرابات الجهاز الهضمي التي ينتج عنها الإمساك أو الإسهال الشديد.
- وقد يشعر المريض بالدوخة باستمرار حتى وإن لم يقم بأي مجهود يذكر.
- جفاف الفم.
- الشعور بالنعاس.
- الآم المعدة المستمر.
- الإصابة بالصداع الشديد يوميًا.
- اضطرابات النوم مما يؤدي إلى الأرق أو الشعور بالخمول والنوم لساعات طويلة.
- الإصابة باضطرابات المعدة.
- وتعتبر العصبية من الأعراض التي يلزم فيها علاج إدمان الترامادول بسرعة.
- فقدان الشهية.
- زيادة سرعة ضربات القلب وضيق التنفس.
- التشنجات المفاجئة.
المراحل الفعلية لرحلة علاج إدمان الترامادول
يشتمل علاج إدمان الترامادول على بعض المراحل التي يجب اتباعها للوصول إلى نتيجة مرضية، وتشتمل على:
1. مرحلة التقييم والفحص الطبي الشامل:
تعتبر هذه المرحلة الخطوة الأولى في طريق علاج إدمان الترامادول، ومن خلالها يتم إنشاء ملف خاص بالمريض يحتوي على كافة معلوماته الشخصية.
بالإضافة إلى إجراء التحاليل الطبية الشاملة مثل تحليل الفيروسات وتحليل وظائف الكبد والكلى، كما يتم إجراء تحليل المخدرات.
كما يقوم الطبيب المختص بمعرفة التاريخ المرضي للمريض، ومدة إدمانه، والظروف الأسرية المحيطة به حتى يتعرف على حالته بشكل أفضل.
ويقوم الطبيب بتحديد كافة الأمراض النفسية أو الجسدية التي يعاني منها المريض، ومن ثم يتم وضع برنامج علاجي مخصص للمريض ليناسب الحالة الصحية.
2. مرحلة إزالة السموم:
وفي هذه المرحلة فإن المريض يواجه مجموعة من الأعراض الانسحابية سواء إن كانت جسدية أو نفسية.
بالإضافة إلى أنها تستغرق 15 يوم تقريبًا كحد أقصى، وتختلف الأعراض من حدتها باختلاف الحالة المرضية لكل شخص.
ومن أبرز الأعراض الانسحابية: التعرق الشديد، ألم الجسم، بالإضافة إلى الأرق وارتفاع ضغط الدم.
وهناك بعض الأعراض الانسحابية الأخرى مثل القلق المستمر والتوتر، وسرعة التنفس وعدم انتظام ضربات القلب.
ومن الجدير ذكره أنه يتم علاج إدمان الترامادول في المرحلة الأولى من خلال اتباع بروتوكول دوائي وعلاج لسحب السموم والأعراض الانسحابية.
ويتم الإشراف الطبي على المريض بصفة يومية وعلى مدار اليوم لمتابعة الوظائف الحيوية للمريض، بالإضافة إلى قياس درجة حرارته وما إلى ذلك.
كما يقوم الطبيب المختص في وضع نظام غذائي صحي ومتكامل لتعزيز المناعة وتقوية الجسم لمواجهة الأعراض الانسحابية.
3. مرحلة العلاج النفسي وإعادة التأهيل السلوكي:
لا تقتصر مرحلة علاج إدمان الترامادول عند حد التوقف عن التعاطي فقط، بل أن هناك المراحل الأخرى المهمة مثل مرحلة العلاج النفسي والتأهيل السلوكي.
ومن خلال هذه المرحلة يلجأ المريض إلى جلسات العلاج النفسي والسلوكي والتي من خلالها سيتمكن الطبيب المعالج من معرفة أسباب الإدمان وبالتالي علاجها.
بالإضافة إلى تغيير السلوكيات والأفكار، ومساعدة المريض حتى يتمكن من مقاومة أفكار الانتكاسة والتعاطي.
كما يخضع المريض إلى الجلسات الجماعية والتي تكون بين المريض ومجموعة من المرضى الأخرين والطبيب النفسي، ويتم فيها تبادل الأفكار والمشاعر الإيجابية للتشجيع على العلاج.
علاوة على ذلك فإن الطبيب يقوم بمعالجة أي نوع من الاضطرابات النفسية الناتجة عن الإدمان مثل القلق والاكتئاب، ونوبات الشك والتوتر.
4. مرحلة التأهيل الاجتماعي واستمرار الرعاية:
وتعتبر هذه المرحلة هي المرحلة الأخيرة من مراحل علاج إدمان الترامادول، وفيها يتم مساعدة المريض للاندماج في المجتمع مجددًا.
بالإضافة إلى التدريب على التعامل مع الضغوطات والمشاكل اليومية بدون اللجوء إلى المخدر.
كما يتم مساعدته ليتمكن من البحث عن عمل جديد، أو العودة إلى الدراسة مجددًا، مع تلقي بعض الدورات للتأهيل النفسي للعمل في العديد من المجالات.
بالإضافة إلى تعليمه طرق مختلفة لتجنب أي نوع من المحفزات قد تشجع على الانتكاسة بغض النظر ما إذا كانت محفزات معنوية أو مادية.
مع الاستمرار على حضور الجلسات النفسية الداعمة التي تساعد على عدم العودة مجددًا للمخدرات.
علاج إدمان الترامادول في المنزل هل هو حقيقي؟
وبالنسبة لسؤال هل يمكن علاج إدمان الترامادول في المنزل، فإن الأمر لا يُنصح به، حيث إن علاج الإدمان عمومًا في المستشفيات مختلفة تمامًا عن طرق علاجه في المنزل.
وبالتالي لا يُنصح بعلاج الإدمان في المنزل سوى للضرورة القصوى، بالإضافة إلى ضرورة توافر مجموعة من العوامل الأساسية، والتي تتمثل في:
1. مرحلة اتخاذ القرار:
وتعتبر هذه المرحلة من أصعب المراحل التي يمر بها المدمن عند الرغبة في العلاج في المنزل.
بالإضافة إلى أنها تعتمد على قدرات المدمن في اتخاذ القرارات السليمة بشأن التوقف عن تعاطي الترامادول.
2. مرحلة الدعم:
وفي هذه المرحلة فإن المدمن يحتاج إلى الدعم المتواصل من قبل العائلة والأصدقاء أثناء اتخاذ قرار علاج إدمان الترامادول في المنزل.
وبالتالي فإن المدمن يتوقع الحصول على الدعم والتشجيع المستمر من قبل المقربين منه.
3. مرحلة العلاج الفعلي:
وتشتمل هذه المرحلة على خطوتين، الخطوة الأولى تتمثل في سحب السموم من الجسم بمجرد التوقف عن تعاطي الترامادول.
وحينها تظهر بعض الأعراض الانسحابية والتي تختلف من شخص للثاني.
ومن هنا يأتي دور المرحلة الثانية وهي مرحلة العلاج المعرفي والسلوكي، ومن خلالها يقوم المريض بتغيير أفكاره وسلوكياته حول المخدرات.
بالإضافة إلى النظرة إلى الحياة والمجتمع بصورة إيجابية والابتعاد عن التشاؤم والسلبية، مع تغيير نمط حياته اليومية.
وتلخيصًا لما سبق، فإن علاج إدمان الترامادول يعتمد على مدى قابلية المدمن للعلاج، بالإضافة إلى ضرورة تطبيق عدد من المراحل الأساسية والاستماع إلى إرشادات الطبيب للمساعدة للوصول إلى نتيجة مرضية.