لا يقتصر علاج إدمان الكوكايين على سحب المادة المخدرة من الجسم والسموم فقط، بل أن هناك عدد من المراحل الأساسية التي تتم حتى يتمكن المريض من استعادة عافيته ومواجهة المجتمع والتعامل معه.
ما هو الكوكايين وما أعراضه وطرق تعاطيه؟
يعتبر الكوكايين من المنشطات التي ينتج عنها الإدمان، كما أنه يُصنع من أوراق نبات الكوكا ؛ بالإضافة إلى أنه يتم استخدامه في بعض الأحيان كتخدير موضعي لعدد من العمليات الجراحية، ويأتي الكوكايين على هيئة مسحوق باللون الأبيض، وناعم، كما أنه يتم خلطه ببعض المواد الأخرى كالطحين والنشا ؛ بالإضافة إلى أنه يمكن مزجه مع بعض من الأدوية الأخرى مثل منشطات الأمفيتامين أيضًا.
أكثر طرق تعاطي الكوكايين شيوعًا:
من الجدير ذكره أن طرق علاج إدمان الكوكايين تختلف باختلاف طريقة تعاطيه، وتتنوع طرق تعاطيه ومنها:
- يتم استنشاقه عبر الأنف في بعض الأحيان.
- بالإضافة إلى أنه يمكن دمجه بالماء وشربه.
- وفي بعض الأحيان يتم تدخينه بعد معالجته لصناعة بلورة صخرية.
- ومن الممكن تعاطيه من خلال حقنه في الوريد.
الأعراض الرئيسية لمتعاطي الكوكايين هي:
تتنوع أعراض تعاطي الكوكايين وتختلف ما بين مريض للثاني، ومن أبرز الأعراض:
- نوبات الهلع المستمرة.
- الإصابة بالهلاوس البصرية والسمعية.
- العصبية المفرطة والقلق الغير مبرر.
- الإصابة بالاكتئاب الحاد.
- بالإضافة إلى التعامل بعنف وعدوانية.
- عدم القدرة على اتخاذ أي قرارات بمنطقية وحكمة.
- كما يفقد المريض وزنه بشكل ملحوظ.
- علاوة على ألم المعدة باستمرار.
- الصداع المستمر.
- الشعور بالعديد من الآلام المختلفة مثل ألم المعدة وألم الصدر.
- احتمالية الإصابة بالسكتات القلبية وبالتالي يجب التدخل وعلاج إدمان الكوكايين سريعًا.
- علاوة على ذلك فإنه من المحتمل الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي.
- الإصابة بالفيروسات الخطيرة مثل فيروس سي وفيروس نقص المناعة.
خطوات علاج إدمان الكوكايين في 5 خطوات متتالية
يعتمد علاج إدمان الكوكايين على مرور بعدد من المراحل الأساسية، والتي تتمثل في:
1. التدخل الطبي:
لا شك أن خطورة تعاطي الكوكايين تؤدي إلى عدم إدراك المتعاطي لآثار الكوكايين الضارة على الصعيد النفسي والجسدي ؛ وبالتالي فإنه لا يستطيع اتخاذ القرار المناسب بشأن العلاج، بسبب سيطرة المخدر على خلايا المخ ؛ ومن هنا يأتي دور الأسرة للتدخل العاجل السريع واتخاذ قرار علاج إدمان الكوكايين عن طريق اللجوء إلى الأطباء المختصين.
2. إجراء فحص طبي شامل:
وبعد اتخاذ قرار العلاج والتدخل الطبي، يخضع المريض إلى كشف طبي شامل ودقيق ؛ وذلك من خلال إجراء عدد من التحاليل مثل صورة الدم وتحليل المخدرات ووظائف الكبد ؛ بالإضافة إلى تحديد الآثار النفسية والجسدية الناتجة عن المخدر، وبالتالي وضع برنامج علاجي مناسب للمريض.
3. التخلص من السموم ومواجهة الأعراض الانسحابية:
وفي المرحلة الثالثة من خطة علاج إدمان الكوكايين يتم التخلص من سموم الجسم ومواجهة الأعراض الانسحابية ؛ ومن أبرز الأعراض الانسحابية الاكتئاب الحاد، والهلاوس السمعية والبصرية، الشعور بضيق في التنفس ؛ ويتم معالجة هذه الأعراض الانسحابية من خلال بروتوكول دوائي خاص بالمريض لمساعدته على اجتياز الأمر.
كما أن المريض يخضع إلى العناية المستمرة والرقابة طوال اليوم حتى يتمكن الفريق الطبي من التدخل في أي وقت إذا استدعى الأمر ؛ بالإضافة إلى أنه يتم اتباع نظام صحي يشتمل على فيتامينات ومعادن لتعزيز مناعة الجسم وتقويته لمواجهة المرحلة الانسحابية.
4. العلاج النفسي والتأهيل السلوكي:
وفي هذه المرحلة من علاج إدمان الكوكايين يُوضع برنامج علاج نفسي لعلاج الأمراض النفسية وتأهيل المريض نفسيًا وسلوكيًا ؛ وبالتالي يتم البحث عن الأسباب الأساسية التي دفعت المريض نحو الإدمان ومعالجتها وذلك عن طريق بعض الجلسات النفسية الفردية ؛ بالإضافة إلى مساعدة المريض على تعلم بعض السلوكيات والأنشطة الصحية التي تساعده على مقاومة رغباته تجاه الكوكايين.
كما تهدف الجلسات النفسية إلى مساعدة المريض على الشعور بالثقة بالنفس والإيجابية لمواجهة ضغوطات الحياة بشكل إيجابي دون اللجوء إلى المخدر، ويقوم الطبيب المعالج بتطبيق برنامج اثنى عشر خطوة، والذي من خلاله يجتمع المريض مع مرضى آخرين يتشابهون معه ويشاركونه رحلة العلاج ؛ وبالتالي فإن البرنامج يهدف إلى توفير بيئة صحية اجتماعية للحصول على الدعم والتشجيع، بالإضافة إلى علاج جميع الأمراض النفسية الناتجة عن الإدمان والتي تشتمل على الاكتئاب ونوبات الهلع.
5. التأهيل الاجتماعي:
يعتبر التأهيل الاجتماعي المرحلة الأخيرة من علاج إدمان الكوكايين، ومن خلالها يتعلم المريض كيف يمكنه العودة إلى حياته بشكل طبيعي ومواجهتها.
وبالتالي فإنه يتم تدريب المريض على التعامل مع كافة الضغوطات الحياتية اليومية دون أن يلجأ إلى التعاطي مرة أخرى ؛ بالإضافة إلى تجنب جميع العوامل التي يمكن أن تشجيع على الإدمان كالأصدقاء والأماكن.
مدة استمرار الأعراض الجانبية عند علاج إدمان الكوكايين
تعتمد مدة استمرار الأعراض الجانبية عند علاج الإدمان على عدد من المراحل ومن أبرزها:
1. مرحلة الصدمة:
وتبدأ هذه المرحلة عند التوقف عن الإدمان لعدة ساعات، ومن الممكن أن تستمر لبضعة أيام ؛ ومن أبرز أعراضها الشعور بالتعب والاكتئاب، بالإضافة إلى الأرق والهياج.
2. مرحلة المتابعة:
وبالنسبة لهذه المرحلة فإنها تستمر لحوالي 10 أسابيع، ويمكن ملاحظة تحسن حالة المريض المزاجية ؛ ولكن في الوقت ذاته قد يشعر بالملل وعدم الشعور بالسعادة الحقيقية، ويشعر بالرغبة في تعاطي الكوكايين مجددًا، كما أن اضطرابات النوم تستمر للعديد من الأيام، وبالتالي فإنها تعتبر من أصعب مراحل الأعراض الانسحابية.
3. مرحلة الهدوء:
وبعد ذلك تأتي مرحلة الهدوء والتي تستمر لمدة 6 أشهر تقريبًا، يشعر فيها المريض بالرغبة في التعاطي مرة أخرى ؛ ولكن تقل وتزيد رغبته ولا تستمر لفترات طويلة، كما أنه قد يشعر بالمزاجية المستمرة لبعض الوقت.
وتلخيصًا لما سبق، فإن فترة علاج إدمان الكوكايين تطلب الكثير من المجهود والصبر، فرحلة العلاج ليست رحلة قصيرة تستمر لبضعة أسابيع أو أيام، بل أنها رحلة طويلة قد تصل إلى سنة، وبالتالي لابد من التحلي بالصبر والعزيمة للحصول على أفضل النتائج.