يتساءل البعض عن ما هو التحليل النفسي لمشكلة الإدمان وهل يسبب الإدمان مشاكل نفسية؟ مشكلة الإدمان من المشاكل البارزة في العديد من المجتمعات حتى المجتمعات المتقدمة، لكن يوجد سبب لكل سلوك قد يقوم به الإنسان وله دلالة ومعنى يمكننا أن نرى منها بناء شخصية الفرد وتكوينه، ونتمنى أن يجيب مقالنا عن الأسئلة الواردة بعقولكم.
التحليل النفسي يعتبر المشكلة الرئيسية لا تكون في المخدر لكنها تكون في دافع استعماله، فالأسباب الرئيسية ليلجئ الفرد إلى الإدمان تكمن في الصراعات النفسية والآثار الكيميائية التي تنجم عن استخدام المخدر، ويروا أن نوع المخدر لا تقع أهميته في المقام الأول بل تغير إدراك الواقع الذي يقوم بإحداثه المخدر هو الأكثر أهمية، كما ان الاستعداد لإدمان المخدر أو تعاطيه في وجهة نظر التحليل النفسي موحود بالفعل قبل خبرة التخدير.
ما هو الإدمان؟
هو مرض مزمن يزداد مع تعاطي الفرد المواد المخدرة مثل الكحول أو بعض العقاقير الطبية أو النيكوتين، لما تسببه من متعة وسعادة، فيصبح عندها سلوك قهري يتعرض بها جسم القرد إلى عملية بيولوجية تنتح عن إفرازات معينة موجودة بالدماغ، وذلك نتيجة عن تعاطي المواد المخدرة التي أشعرت الفلد باللذة والمتعة، فيصبح سلوكه خارج عن سيطرته أو سيطرة المحيطين به ويتسبب ذلك بالعديد من المشاكل لهم وللآخرين.
تفسير علماء النفس لمشكلة الإدمان:
العديد من علماء النفس حاولوا التوصل إلى التحليل النفسي لمشكلة الإدمان وهل يسبب الإدمان مشاكل نفسية؟ فتوصلوا إلى أن الإدمان يرجع إلى التثبيت الذي يحدث في المرحلة الفمية وتلك النتيجة تعود إلى عدم إشباع الدوافع الفسيولوجية كالطعام والشراب وشعور الفرد بالحرمان، فيعاني المدمن من إحساسه بحرمانه في مرحلة طفولته يمكن أن يكون السبب هو قلة الموارد المالية أو العامل الأسري أو حتى معاناته من فقر عاطفي.
وظهر عندما حللوا لبعض المدمنين أن أغلبيتهم توقف النمو النفسي الجنسي لهم، أو أنه قد ارتد لمراحل بدائية أو طفلية، وذلك بسبب فشل علاقات الطفل الأولى التي تتمثل في الوالدين وأنهم لم يشبعوا حاجة الطفل الأساسية في مرحلة طفولته، وبسبب شعور الطفل بالفشل ينتج عن ذلك أنه يفقد أي قدرة على التعلم والإدراك أن كل احتياجاته غير ممكن إشباعها، كما يرى بالأشياء الأخرى وسائط حتى يشبع تلك الاحتياجات.
ما هو التحليل النفسي لمشكلة الإدمان؟
بسبب توقف نمو المدمن النفسي الجنسي، تصبح رغباته وحاجاته في المقام الأول من نشاطه الذي يقوم به، وتقل اهتمامه بلذته الجنسية التناسلية، وبسبب عدم إشباع تلك الاحتياجات بمستوى الفم، يحدث إحباط للفرد ويستجيب له بعدوانية وفي أغلب الأحيان يكون متجه للوالدين وبخاصةً الأم.
وقد يتجه هذه العدوانية نحو ذاته، وتتضمن رغبة تدميرية لحياة المدمن، فيتجه لتعاطي المخدرات ويعتبره نوع من أنواع العقاب الذي يقوم به المدمن لنفسه جزاءًا له على المشاعر العدوانية التي يشعر بها مع تغير البيئة حتى تتفق مع الدوافع اللاشعورية الخاصة به، ويمكن أن يصب غضبه وعدوانيته على بيئته الخارجية وليس فقط على نفسه، فينتقل الأمر من العدوانية الذاتية إلى عدوانية مجتمعية أو على المجتمع بالكامل، تلك هي إحدى إجابة سؤالكم التحليل النفسي لمشكلة الإدمان وهل يسبب الإدمان مشاكل نفسية.
ما هي تأثيرات المواد المخدرة على المدمن؟
يوجد وجهة نظر تحليلية وهي أن تعاطي المخدرات يقوم بالكثير من الوظائف، فشعور المتعاطي بالإحباط يقلل شعوره بالنشوة، ويسبب المخدر شعورًا بالراحه أو الاستمتاع الذي ينتج عن الواقع الذي أنتجته تأثير المخدرات، ولما كانت عدوانية تعاطي المخدرات على المحرمات القانونية والدينية تسبب الإثم، كانت نتائج استخدام المخدرات ضارة بالمدنت من كل النواحي، لأن باستخدامها يقوم الفرد بتدمير نفسه وتكفير مشاعر إثمه في الوقت ذاته.
فيرى المحللون النفسيون أن متعاطي المخدرات لا يحس فقط بالعدوان والإحباط، لكنه يعاني من الاكتئاب ويحاول التخلص منه عن طريق تعاطي المخدات، فالمدمنين تنطوي نفوسهم على الاضطراب النفسي العميق، الذي تشبه أعراضه أعراض مرض عقلي أو زفسي، ويمكن أن تصبح أكثر حدة أحيانًا.
المشاكل النفسية والإدمان
أحد أجوبة سؤالي التحليل النفسي لمشكلة الإدمان وهل يسبب الإدمان مشاكل نفسية هو أنه يوجد بين الإدمان والمشاكل أو الاضطرابات النفسية علاقة قوية جدًا ومؤثرة، لا يختلف الباحثون والدارسون عليها كثيرًا ما بين نتيحة وسبب، فالعديد من متعاطي المخدرات يكون تشخيصهم الأساسي للمرض هو المرض النفسي، مثل العديد من الأمراض العصابية مثل،: الأرق الليلي واضطرابات النوم والاكتئاب والقلق.
والعديد من الذين يعانون مشكلة الأرق الليلي أو حتى القلق يعانوا من الحزن أو الاكتئاب أو الفقد يعتقدون أو يوجد صديق أو مروج أوصاهم بتعاطي المخدرات لأنها بالنسبة لهم هي سبيل الخلاص من عذابهم أو من حزنهم، فيقعوا تحت وطأتها، فهي حالة أشد وأقسى من آلام المرض النفسي، وقد تم إضافة تشخيص جديد مزدوج ثانوي للحالة الخاصة بهم أطلقوا عليها إدمان المخدرات.
ويتجه الكثير من مرضى الفصام لتعاطي المخدرات بسبب آلام المرض العقلي وعدم استبصار المشكلة أيضًا.
عوامل خطر تعاطي المخدرات
أثبتت الكثير من الدراسات الحديثة التي طرحت في المجال الطبي لتحاول معرفة التحليل النفسي لمشكلة الإدمان وهل يسبب الإدمان مشاكل نفسية أن الأدمان ارتبط بالعديد من الأمراض النفسية، فيوجد 17% من عينات التي تم دراستها من مدمني الكحول، ويوجد 65% من الفئة المدخنة، ويوجد 7% من متعاطي العقاقير المخدرة.
كما يوجد دراسات قديمة أوضحت أن الإدمان بين أحد مجموعات مرضى الفصام فاقت نظريتها بين الأسوياء العديد من المرات، وأجريت دراسة أخرى لتحدد طبيعة العلاقة بين إدمنن بعض العقاقير كالأمفيتامين أو الحشيش أو الهيروين أو الكوكايين، أثبتت أنه يوجد علاقة طردية بين الاعتماد على المخدرات وحدوث الذهان بين نزلاء السجون.
ومعظم الدراسات أشارت إلى عامل خطر الأمراض النفسية لأنها تعد دافع رئيسي لإدمان المخدرات أو تجربتها على الأقل، فالمخدرات هي أحد الأسباب المباشرة للإصابة بالاضطرابات والأمراض النفسية، وفي الواقع هذا الأمر يشاهد باستمرار في مستشفى اَل سليم، فيكون الإدمان هو الأساسي المدمن، والمعالج يلاحظ بصورة مباشرة تلك المعاناة النفسية، وحتى أن ذلك الأمر يلتبس أحيانًا حتى على المعالج الماهر، فيجد صعوبة بالفصل عن أيهما هو التشخيص الأساسي، وذلك بسبب الأعراض المتلازمة كالقلق والاكتئاب والتوتر وفي بعض الأحيان الهلاوس البصرية والسمعية والتشوش وتكرر محاولات الانتحار.
فتعد الاضطرابات العصبية النفسية والاضطرابات التي تسببها إدمان المواد المخدرة من الاضطرابات التي أصبحت شائعة مؤخرًا، كما أنها تؤثر على فرد من بين عشر أشخاص، وحوالي 25% من العائلات، فلديهم واحد من أفرادهم لديه اضطراب عقلي أو نفسي.
التحليل النفسي لمشكلة الإدمان وهل يسبب الإدمان مشاكل نفسية للفرد المدمن والمحيطين به بشكل مختصر وسهل وبذلك نكون أنهينا مقالنا وقمنا بالإجابة عن سؤالكم ونتمنى أن نكون أفدناكم وقمنا بذكر كل المعلومات التي قد ترغبوا بها وتفيدكم.